4:21 ص
يقول أحمد حسن الزيات ( ليست الشجاعة أن تقبل الرأي الذي يعجبك , بل
الشجاعة أن تتقبل الرأي الآخر )
و يقول جون ستيوارت (إنْ كانت البشرية كلها ما عدا فرد واحد مجمعة على رأي
ما، فلا يسوغ لها ذلك إسكات ذلك الفرد بنفس الدرجة التي لا تسوغ له إسكات البشرية
إن توفرت له القدرة على ذلك )
من هذا المنطلق نجد أنه منذ القدم كان هناك
تعدد للآراء بين مؤيد و معارض و كثيرا من الأحيان ما نجد جدالا يقع بين أصحاب
الآراء و الأفكار و يتحول ذلك الجدال إلى معارك طاحنة بين الطرفين فهناك من الآراء
ما دفعت بالمتناطحين لساحات القتال , كما كان يحدث قديما إلى يومنا هذا . فكثيرا
من المتناطحين يخيل لهم أنه من الشجاعة فرض آرائهم و لو بالقوة , و يغفلون أو
يتغافلون على أن ذلك الرأي الآخر ربما يحمله في مضمونه المنعة التي تعم الجميع , و
هناك أيضا من أصحاب الآراء التي لا تأخذ برأي الأقلية و تعتبرها آراء لا نفع فيها
, كما أن هناك صورا لبعض أصحاب الآراء القلة الذين يسيطرون و يفرضون آرائهم على
الأكثرية إما بسلطان لهم أو بمال يجعلونه فارضا لرأيهم كما ذكر في القولين الأولين
.
و يقول المثل (اﻟﺬي ﻻ رأي ﻟﮫ، رأﺳﮫ ﻛﻤﻘﺒﺾ اﻟﺒﺎب ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺪﯾﺮه ﻛﻞ ﻣﻦ
ﯾﺸﺎء )
و كثيرا ما نجد أشخاص لا رأي لهم و يسيرون
مع التيار حتى و إن كان ذلك التيار ضار و لا نفع فيه و هؤلاء
و يقول وليم شكسبير (من يمشي دوما وراء الآخرين لن يكون له مبادئه الخاصة
)
و هنا نستطيع تصنيفها في إطار التبعية فهناك
الكثير من يتبعون و يسيرون خلف آراء الآخرين فيكونون بذلك بدون مبادئ و لا قيم .
و لا يقتصر الاختلاف في الرأي على أمر واحد
أو قضية واحدة بل تنوعت القضايا و الأمور فمنها : العلمي , السياسي , الثقافي ,
التاريخي , الإسلامي و إلى ما ذالك
قال تعالي (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً
وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )
و مع تنوع الاختلاف فديننا يعزز و يحب الاختلاف
الأخوي الهادف الإيجابي الذي ينهض بالحياة و يثريها وينبذ الاختلاف المذموم الذي
يفضي إلى النزاعات و الخصومات
قال تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا
فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
و بين الأمور الكثيرة التي أوصانا بها ديننا هي الإحترام في الحوار مع أصحاب الآراء الأخرى
و تجنب كل ما هو مستفز و جارح في الحوار
قال تعالى : (وَجَادِلْهُمْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )
الأسئلة النقاشية :
1 _ ما رأيك في الاختلاف ؟ و هل تؤمن بحكمة (اختلاف الراي لايفسد في الود قضية ) ؟
2 _ هل صحيح أن العرب تنقصهم ثقافة تقبل و احترام
الرأي الآخر ؟
3 _ يقول نجيب محفوظ (العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم
يؤمن بها ) ما رايك في المقولة ؟ هل تأمن
بها ؟ و لماذا ؟
4_ هل تعتقد أن ثقافة الاستسلام قد سيطرت على الأمة العربية و لهذا
أصبحنا الرأي الواحد في وقتنا هذا ؟
5 _ مساحة حرة لأقلامكم المميزة .
تحياتي للجيمع